شهد سوق السيارات في مصر خلال الربع الأخير من عام 2024 تطورًا بارزًا تمثل في تراجع واختفاء ظاهرة “الأوفر برايس” على بعض العلامات التجارية المستوردة والمحلية. وتعد ظاهرة “الأوفر برايس” مبلغًا إضافيًا يُفرض على سعر السيارة الرسمي مقابل استلامها بشكل فوري، وقد سيطرت هذه الظاهرة على حركة السوق في الفترة الماضية.
“الأوفر برايس” هو تكلفة إضافية يفرضها الموزعون أو التجار على السعر الرسمي للسيارة بسبب الطلب المرتفع والعرض المحدود، ولا يدخل هذا المبلغ ضمن السعر الرسمي، إذ يعد مكسبًا إضافيًا للتجار، خاصة في ظل نقص الواردات وقيود الكميات المتاحة من السيارات.
وأكد عدد من المتعاملين في قطاع السيارات أن اختفاء أو انخفاض قيمة “الأوفر برايس” على بعض الموديلات يعتبر من العوامل التي تسهم في تنشيط حركة المبيعات حاليًا، لا سيما مع بداية موسم المدارس والجامعات ودخول فصل الشتاء، وهي فترة تشهد عادة تراجعًا في الطلب على السيارات.
وأشار بعض التجار إلى أن التوقف عن فرض “الأوفر برايس” قد يؤثر على هوامش أرباحهم، لكنه قد يؤدي إلى زيادة إقبال المواطنين على الشراء، حيث بات بإمكانهم الحصول على السيارات بأسعار أقرب إلى قيمتها الحقيقية دون دفع مبالغ إضافية. ومن شأن هذه التغيرات أن تشجع المستهلكين على العودة لشراء السيارات الجديدة، مما قد يعيد النشاط إلى السوق بعد فترة من الركود.
كما أوضحوا أن انخفاض قيمة الزيادات غير الرسمية على السيارات لا يعود إلى تصريف المخزون، بل يأتي على خلفية التراجع في واردات السيارات نتيجة تعطل عمليات الاستيراد. لذلك، تم إجراء بعض التخفيضات المؤقتة على أسعار السيارات بمختلف الفئات لتحريك السوق وتغطية التكاليف التشغيلية لصالات العرض. ورجّحوا عودة ارتفاع الأسعار مع بداية عام 2025.
ومن المتوقع أن يستمر تراجع قيمة “الأوفر برايس” على السيارات خلال الأشهر الأخيرة من عام 2024. ومن أبرز السيارات التي انخفضت عليها الزيادات غير الرسمية: تويوتا كورولا بانخفاض 75 ألف جنيه، ونيسان صني للفئة الأولى والثانية بين 60 و100 ألف جنيه، وبي واي دي F3 بانخفاض 25 ألف جنيه.